مكارم الاخلاق بقلم ا/ علاء قنديل مدرس اللغة العربية بالمدرسة

الأخلاق هى شكل من أشكال الوعى الإنسانى تقوم على ضبط وتنظيم سلوك الإنسان فى كافة مجالات الحياة الإجتماعية بدون إستثناء سواء فى المنزل أو فى التعامل مع الناس أو فى السياسة أو فى العلم أو فى الأمكنة العامة وقد وضع الدين أساسات لتنظيم حياة الإنسان وعلاقاته مع الناس وعلاقاته مع الآخرين وعلاقاته مع نفسه ومن حملة هذه العلامات تتكون الأخلاق والقيم التى يجب أن يلتزم بها الإنسان .
- فالأخلاق هى دراسة وتقيم السلوك الإنسانى على ضوء القواعد الأخلاقية التى تضع معايير للسلوك الإنسانى .
- وكلمة الأخلاق كلمة أصيلة منذ القدم حيث ترفع أصلتها إلى الجدار اليونانى حيث تعنى عندهم ( خلق ) حيث توضع ماينبغى
قلم :
أ/ علاء قنديل
- أن يلتزم به الفرد فى علاقاته مع الآخرين .
الأخلاق هى عنوان الشعوب حيث حثت عليها جميع الأديان ونادى بها المصلحون , فهى أساس الحضارة ووسيلة للمعاملة بين الناس فلقد تغنى بها الشعراء حيث قال أحمد شوقى :
-إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم وذهبت أخلاقهم ذهبوا.
وللأخلاق دور كبير فى تغيير الواقع الحالى إلى الأفضل إذا أهتم المسلم وغيره بإكتساب الأخلاق الحميدة والإبتعاد عن العادات السيئة حيث قال رسول الله (ص): "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"صدق رسول الله .
فبهذه الكلمات القلائل حدد رسول الله (ص) الغاية من بعثته أنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق فى نفوس أمته وللناس أجمعين ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخلق الحسن الذى ليس فوقه قانون.
وفى الأونة الأخيرة نجد أن الألتزام بمكارم الأخلاق بين الشعوب غير موجود وكأنه لا يوجد ميثاق العلم الأخلاقى السائد فى المجتمعات بل والأغرب من ذلــك نجـــد أن الأخــــــــلاق


والتحلى بها أصبح عبئا على كل إنسان وبخاصة نساء المجتمع الفضليات اللاتى أبتعدن كل البعد عن الالتزام بمكارم الأخلاق .
لما سُئلت السيدة عائشة عن أخلاق الرسول (ص) قالت: "كان خلقه القرآن" صحيح مسلم .
عن أنس بن مالك قال كان النبى (ص) أحسن الناس خلقا ، رواه السيد خان .
ولقد نبيت أخيرا أن إلتزام الفتاة بمكارم الأخلاق أصبح أمرا يندى له الجبينين وكأن الأخلاق ليست من الإسلام أو من عرف المجتمعات التى نعيش فيها حيث فقدت الفتاة الأحترام والألتزام والإنضباط كما إنها فقدت القدوة فى الألتزام بالأخلاق وماتبعثة فى نفوس الناس من الوقار ويقول الشاعر :
- - إن الفضائل للفتاة أجل من درر النحور .
- وحلى الأمانة والحياء تفوق زينات الصدور .

خصائص الأخلاق
الأخلاق كعلم وكمبادئ لابد من الألتزام بها ولكن نود أن نودع خصائصها التى تتمثل في :
- التوازن بين مطالب الروح والجسد فلا تمنع حاجة الجسد من الشهوات والرغبات بل يجب أن نضعها فى إطارها الشرعى مبينا لقول الله تعالى :" قل من حرم زينة الله التى أخرج لعبادة والطيبات من الرزق ".
- من حق الإنسان إشباع رغبته بالضوابط الشرعية مع إشباع الروح بالذكر والطاعة والعبادة .
- اليسر والسهولة فى تطبيق الأخلاق تبعا لقول الله سبحانه وتعالى : " لايكلف الله نفســـًا إلا وسعها " . أو " وما جعل عليكم فى الدين من حرج " .
- لايحكم على الأفعال بظاهرها ولكن يجب أن تمتد إلى النوايا والمقاصد والبواعث تبعا لقوله (ص) : "إنما الأعمال بالنيات". - مكارم الأخلاق التى يجب أن تلتزم بها الفتاة هى : [ الصدق والأمانة والحلم والمروءة والمودة والشجاعه والأناة والصبر والإحسان والتروى فى الإعتدال والكرم والإيثــار
والرزق والعدل والإنصاف والحياء والشكر وحفظ اللسان وإتقان الأعمال والعطفة والوفاء والشورى والتواضع والعزة والستر والعفو والتعاون والرحمة والبر والقناعة والرضا والعزيمة وعدم الخوف لومة لائم والإلتزام بالعلم تبعا لقول الحكيم: " إن المكارم أخلاق مطهرة العلم ؛
أولها ، والدين ثانيها ، والفضل ثالثها ، والجواد رابعها ، والكرم خامسها ، واللين سادسها " .
* تزود من التقوى فإنك لاتدرى إذا جن ليل : هل تعيش إلى الفجر ؟
* فكم من فتى أمسي وأصبح ضاحكا وقد نسجت أكفانه وهو لايدرى .
* وكم من صغار يرجى طول عمرهم وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر .
* وكم من عروس زينوها لزوجها وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر .
* وكم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر .